ما معنى تصنیفات Q1، Q2، Q3، Q4 فی سکوبس (Scopus Quartiles)؟

إذا کنت باحثًا أو طالب دراسات علیا، فربما صادفت مصطلحات مثل Q1 أو Q2 أثناء الحدیث عن نشر الأبحاث العلمیه. هذه التصنیفات أصبحت جزءًا أساسیًا من عالم النشر الأکادیمی، لکنها قد تبدو غامضه للبعض. لفهم أهمیتها وکیفیه استخدامها، یجب أولًا معرفه أن هذه الرموز تشیر إلى Quartiles أو "الأرباع" باللغه العربیه.

تصنیفات Q تُستخدم لتقسیم المجلات العلمیه إلى أربع مجموعات، اعتمادًا على مدى تأثیرها الأکادیمی وجودتها ضمن مجال التخصص. بمعنى آخر، کل مجله یتم تقییمها بالنسبه لمجلات أخرى فی نفس التخصص، ومن ثم تُصنف إلى الربع الأعلى، الثانی، الثالث، أو الرابع وفقًا لمستوى تأثیرها.

کیف تعمل تصنیفات Q فی سکوبس؟

یقوم نظام سکوبس (Scopus) باستخدام مؤشر التأثیر الأکادیمی لتحدید ترتیب المجلات ضمن کل تخصص علمی. یتم احتساب هذا المؤشر عادهً باستخدام CiteScore أو أحیانًا Impact Factor، وهما یقیسان مدى اقتباس الباحثین لأبحاث المجله خلال فتره زمنیه محدده، عاده ثلاث أو أربع سنوات.

بعد حساب المؤشر، تُرتّب المجلات من الأعلى إلى الأقل تأثیرًا، ثم تُقسم إلى أربعه أرباع:

Q1 (الربع الأول): یمثل أعلى 25% من المجلات فی مجالها، أی المجلات الأکثر تأثیرًا وسمعه. نشر البحث فی مجله Q1 یعکس مکانه مرموقه فی المجتمع البحثی، ویزید فرص الاقتباسات والاعتراف الدولی.
Q2 (الربع الثانی): یشمل المجلات التی تقع بین 25% و50%، أی مجلات قویه وموثوقه، لکنها لیست الأعلى فی التأثیر.
Q3 (الربع الثالث): یمثل المجلات المتوسطه التأثیر، أی تلک الواقعه بین 50% و75% من المجلات فی التخصص.
Q4 (الربع الرابع): یشمل المجلات الأقل تأثیرًا، أی من 75% إلى 100%، وعاده ما تکون أقل شهره وتتمیز بتأثیر محدود فی المجال الأکادیمی.

یمکن تشبیه هذا التصنیف بالترتیب بین الطلاب فی الصف الدراسی: حیث یمثل Q1 الطلاب المتفوقین، وQ4 الطلاب الأقل أداءً مقارنه بزملائهم.

لماذا تعتبر تصنیفات Q مهمه للباحثین؟

اختیار المجله المناسبه لنشر البحث لیس مجرد مسأله "نشر فقط"، بل له تأثیر کبیر على مکانه الباحث والانتشار العلمی لعمله. فمثلاً:

نشر بحثک فی مجله Q1 یعنی أن عملک سیصل إلى جمهور أوسع، ویُستشهد به أکثر، مما یزید من سمعه الباحث على المستوى الدولی.
اختیار مجله من Q2 ما زال جیدًا ویعتبر خیارًا قویًا، خصوصًا إذا کانت Q1 غیر متاحه أو غیر ملائمه لموضوع البحث.
المجلات من Q3 وQ4 قد تکون مناسبه للباحثین المبتدئین أو للمقالات التکمیلیه، لکنها عادهً ما تحصل على اقتباسات أقل وتأثیر محدود.

لذلک، یمکن القول إن اختیار المجله المناسبه یعادل نصف النجاح فی البحث العلمی، حیث أن الجوده العلمیه وحدها لیست کافیه إذا لم یکن البحث منشورًا فی مجله موثوقه وذات تأثیر.

کیف یُحسب التصنیف؟

تصنیف المجلات یعتمد على مؤشرات کمیه للانتشار العلمی، مثل:

CiteScore: یقیس متوسط عدد الاقتباسات التی حصلت علیها مقالات المجله خلال فتره معینه. کلما زاد متوسط الاقتباسات، زادت قوه المجله وتأثیرها.
Impact Factor (IF): یقیس عدد الاقتباسات للأبحاث المنشوره فی المجله خلال سنتین أو ثلاث سنوات، ویعد مؤشرًا تقلیدیًا للشهره الأکادیمیه.

بعد حساب هذه المؤشرات، تُرتب المجلات داخل کل تخصص علمی، ویتم تقسیمها إلى أربعه أرباع: Q1، Q2، Q3، Q4.

هل کل مجلات سکوبس عالیه الجوده؟

لیس بالضروره! على الرغم من أن Scopus تضم آلاف المجلات، إلا أن جوده هذه المجلات تختلف بشکل کبیر. لذلک:

یفضل دائمًا اختیار مجله Q1 أو Q2 لضمان أن البحث سیحظى بتقدیر علمی وسمعه جیده.
المجلات من Q3 أو Q4 قد تکون مناسبه لبعض الأبحاث، لکنها عادهً أقل تأثیرًا.
یجب التأکد دائمًا من مصداقیه الناشر والفهرسه قبل إرسال البحث، لتجنب المجلات الاحتیالیه أو منخفضه الجوده.

کیف تتحقق من تصنیف أی مجله؟

یمکن لأی باحث التحقق من تصنیف المجلات فی Scopus بسهوله عبر موقع SCImago Journal & Country Rank:

افتح الموقع: https://www.scimagojr.com
اکتب اسم المجله فی مربع البحث
ستظهر لک معلومات شامله حول التخصص، مجال البحث، التصنیف Q، والمؤشرات الأخرى مثل H-index وCiteScore

بهذه الطریقه، یمکنک اتخاذ قرار مستنیر حول اختیار المجله المناسبه لنشر بحثک.

نصائح للباحثین حول اختیار المجلات

استهدف المجلات الأعلى Q أولًا (Q1): إن أمکن، فهذا یزید من فرص الاعتراف الدولی والاقتباسات.
تحقق من التخصص بدقه: حتى المجله Q1 قد لا تکون مناسبه إذا لم یکن موضوع البحث ضمن نطاقها.
راجع أعداد المجله السابقه: لمعرفه أسلوب البحث المقبول والمنهجیات الشائعه.
تجنب المجلات الاحتیالیه: تحقق دائمًا من الفهرسه والمصداقیه قبل التقدیم.
خطط بدیلًا: إذا لم یتم قبول البحث فی Q1، یمکن التقدیم لاحقًا إلى Q2 أو Q3 مع التعدیلات المناسبه.

الخلاصه

تصنیفات Q1–Q4 فی سکوبس هی أداه مهمه لفهم مدى تأثیر المجلات العلمیه وجودتها ضمن تخصصک.

Q1 = أعلى 25% من المجلات وأکثرها تأثیرًا
Q2 = 25–50% من المجلات القویه
Q3 = 50–75% من المجلات متوسطه التأثیر
Q4 = 75–100%، الأقل تأثیرًا

اختیار مجله مناسبه ومرموقه لا یحسن فرص قبول البحث فقط، بل یزید من الاقتباسات والاعتراف الدولی. تذکر دائمًا أن اختیار المجله المناسبه = نصف نجاح البحث العلمی.

مساعده فی نشر