عملیه تقییم المقاله البحثیه: من التقدیم إلى النشر

تبدأ العملیه عندما یقدم المؤلف مقاله إلى مجله أو منصه نشر. عادهً ما یتضمن التقدیم رفع المخطوطه مع المواد المسانده مثل الرسوم البیانیه، الجداول، ومستندات الموافقه الأخلاقیه (إذا وجدت). تشترط العدید من المجلات اتباع قواعد تنسیق صارمه مثل حجم الخط، نمط الاقتباس، عدد الکلمات، وهیکلیه المقال، وذلک لتسهیل عملیه المراجعه والنشر.

فی هذه المرحله، من الضروری أن یتأکد المؤلفون من توافق أعمالهم مع متطلبات المجله المحدده. فالتنسیق السلیم لا یضفی فقط انطباعًا احترافیًا، بل یساعد أیضًا فریق التحریر على تقییم المخطوطه بکفاءه.

بعد تقدیم المخطوطه، یقوم المکتب التحریری بإجراء فحص أولی. تشمل هذه الخطوه التحقق من مدى التزام التقدیم بقواعد التنسیق والتقدیم الخاصه بالمجله. کما یتأکد المکتب من اکتمال جمیع المواد، بما فی ذلک معلومات المؤلف، إقرارات تضارب المصالح، والالتزام بالمعاییر الأخلاقیه.

إذا لم تلبِ المخطوطه المتطلبات الأساسیه، قد یتم إرجاعها إلى المؤلف لإجراء التصحیحات أو رفضها مباشره دون المضی قدمًا فی العملیه. تساعد هذه المرحله التمهیدیه فی توفیر الوقت والموارد عن طریق استبعاد التقدیمات التی لا تلبی معاییر المجله.

بعد فحص التنسیق، یقوم رئیس التحریر بمراجعه أولیه للمخطوطه. یقیّم رئیس التحریر ما إذا کان المقال یتوافق مع نطاق المجله وإذا ما کان الموضوع ذو أهمیه وجوده کافیه للنظر فیه بشکل أعمق. تعتبر هذه الخطوه حاسمه لمنع مرور المقالات غیر المناسبه أو ذات الجوده المنخفضه إلى مرحله المراجعه.

إذا رأى رئیس التحریر أن المخطوطه غیر ملائمه، قد یرفضها فی هذه المرحله ویُبلغ المؤلف بذلک. وإلا، تتجه المقاله إلى مرحله المراجعه من قبل المحکمین.

یقوم المکتب التحریری بعد ذلک بإرسال المقال إلى خبراء فی المجال المعنی، یُطلق علیهم المحکمون أو المقیمون. تُعد المراجعه العلمیه حجر الأساس فی النشر الأکادیمی، حیث توفر تقییمًا مستقلًا لجوده المقال، أصالته، منهجیته، تحلیل البیانات، وأهمیته.

عادهً ما یقوم اثنان أو أکثر من المحکمین بتقییم المخطوطه وتقدیم تقاریر مفصله. قد تتضمن ملاحظاتهم اقتراحات لتحسین العمل، طلبات توضیح، أو ملاحظات بشأن صحه الدراسه. یمکن للمحکمین التوصیه بقبول المقال، طلب تعدیلات، أو رفضه بناءً على تقییمهم.

تستغرق عملیه المراجعه العلمیه عده أسابیع أو شهور حسب توافر المحکمین وسیاسات المجله. تساعد الشفافیه والنقد البناء فی هذه المرحله على تحسین المخطوطه وضمان نزاهه علمیه عالیه.

بعد استلام تقاریر المحکمین، یراجع رئیس التحریر تعلیقاتهم بعنایه. یزن رئیس التحریر توصیات المحکمین ویقرر الإجراء المناسب. عادهً ما تکون النتائج فی هذه المرحله من بین:

1. القبول دون تعدیلات: وهو أمر نادر فی التقدیم الأول، ویعنی أن المقال یفی بجمیع المعاییر کما هو.

2. طلب تعدیلات: یطلب من المؤلف معالجه ملاحظات المحکمین وإعاده تقدیم المخطوطه المعدله.

3. الرفض: تُرفض المخطوطه لعدم تلبیتها معاییر النشر فی المجله.

یقوم رئیس التحریر بإبلاغ المؤلف بالقرار مع تعلیقات المحکمین، مما یضمن الشفافیه والوضوح.

إذا طلبت التعدیلات، یقوم المؤلف بمراجعه المخطوطه بناءً على تعلیقات المحکمین ورئیس التحریر. قد یشمل ذلک توضیح نقاط، إعاده تحلیل البیانات، تصحیح الأخطاء، أو توسیع المناقشات. یعید المؤلف تقدیم المقال المعدل للمراجعه مره أخرى.

فی العدید من الحالات، تُعاد المخطوطه المعدله إلى نفس المحکمین لتقییم ما إذا تم معالجه ملاحظاتهم بشکل کافٍ. تستمر هذه العملیه التکراریه حتى ترضی المخطوطه المحکمین وفریق التحریر.

بعد مرحله التعدیل، یتخذ رئیس التحریر القرار النهائی. إذا استوفت المخطوطه معاییر المجله، یتم قبولها رسمیًا للنشر. وإذا لم تُلبِّ الشروط، قد تُرفض حتى بعد التعدیل، مع تقدیم ملاحظات بناءه لمساعده المؤلف على تحسین المخطوطه للتقدیم فی مکان آخر.

على الرغم من أن الرفض قد یکون مخیبًا، إلا أنه جزء مهم من العملیه الأکادیمیه، حیث یساعد فی الحفاظ على المعاییر العالیه ویحفز المؤلفین على تعزیز أعمالهم.

بمجرد قبول المقال، یدخل مرحله الإنتاج. تتضمن هذه المرحله التحریر اللغوی، التنسیق للنشر، التدقیق النهائی، وإنهاء الرسوم والجداول. یُمنح المقال رقم معرف رقمی (DOI) ویتم جدولته للنشر فی عدد قادم أو کنسخه أولى عبر الإنترنت.

یصبح المقال المنشور جزءًا من المعرفه العالمیه، ویُتاح للباحثین والممارسین والجمهور على نطاق واسع. یمکن لهذا الانتشار أن یؤدی إلى استشهادات، فرص تعاون، وزیاده الاعتراف بالمؤلفین.

فی الوقت الحالی، تعمل معظم المجلات على منصات نشر عالمیه توفر وصولًا إلکترونیًا للمقالات. تتیح هذه المنصات نشر البحوث على نطاق واسع، مما یمکّن العلماء من جمیع أنحاء العالم من قراءه الأعمال العلمیه ومشارکتها والبناء علیها.

یوفر النشر الإلکترونی مزایا مثل السرعه فی النشر، دمج الوسائط المتعدده، وزیاده الظهور من خلال الفهرسه فی قواعد البیانات مثل Google Scholar وPubMed وScopus.