تعرف فی هذا الدلیل العملی الشامل على کیفیه اکتشاف المجلات المفترسه وتجنبها قبل النشر الأکادیمی. نشر الأبحاث فی مجلات مفترسه قد یضر بسمعتک الأکادیمیه ویؤثر سلبًا على مسارک العلمی. تعلّم خطوات التحقق من موثوقیه المجلات، العلامات التحذیریه التی یجب الانتباه إلیها، وأفضل الطرق للوصول إلى المجلات المحکمه الموثوقه.
فی عالم البحث الأکادیمی الیوم، أصبح نشر الأوراق العلمیه مطلبًا أساسیًا ولیس خیارًا إضافیًا. فالجامعات، وهیئات التمویل، والمؤسسات الأکادیمیه فی جمیع أنحاء العالم — بما فی ذلک أوروبا الشرقیه والشرق الأوسط — تتوقع من طلاب الدکتوراه والباحثین فی بدایات مسیرتهم الأکادیمیه أن ینشروا فی مجلات علمیه موثوقه، وغالبًا ما تکون مفهرسه فی قواعد بیانات مثل Scopus أو Web of Science.
ومع هذا الطلب المتزاید، ظهرت ظاهره مقلقه تعرف باسم المجلات المفترسه. هذه الجهات التی تدّعی أنها "أکادیمیه" تستغل ضغط "انشر أو افقد مکانتک الأکادیمیه"، من خلال وعد الباحثین بالنشر السریع والانتشار الواسع — مقابل رسوم مالیه مرتفعه — ولکن دون إجراء مراجعه علمیه حقیقیه.
وللأسف، یقع العدید من الباحثین الجدد فی هذا الفخ، لیکتشفوا لاحقًا أن أبحاثهم نُشرت فی مجلات مزیفه لا تقدم أی قیمه أکادیمیه حقیقیه.
سیساعدک هذا الدلیل على:
فهم ما هی المجلات المفترسه
التعرف على عواقب النشر فیها
معرفه کیفیه التحقق من موثوقیه المجلات
التعرف على العلامات التحذیریه التی تشیر إلى أن المجله مشبوهه
الوصول إلى قوائم بالمجلات العلمیه الموثوقه والمحکمه
لنبدأ
المجلات المفترسه هی دور نشر خادعه تُقدِّم نفسها کمجلات أکادیمیه شرعیه، لکنها لا تلتزم بالمعاییر المتعارف علیها للتحکیم العلمی، والإشراف التحریری، والأخلاقیات البحثیه.
غالبًا ما تقوم هذه المجلات بـ:
فرض رسوم نشر عالیه دون تقدیم خدمات تحریریه حقیقیه.
وعد بالنشر السریع جدًا، أحیانًا خلال أیام معدوده.
استخدام مؤشرات تأثیر زائفه أو مضلله.
إدراج أسماء هیئه تحریر وهمیه أو غیر مؤهله.
الادعاء بأنها مفهرسه فی Scopus أو Web of Science بینما هی لیست کذلک.
وباختصار، هذه المجلات تتظاهر بالشرعیه لکنها تفتقر للنزاهه الأکادیمیه.
قد یبدو النشر فی هذه المجلات مغریًا وسهلًا فی البدایه، لکنه یحمل عواقب سلبیه طویله الأمد على مسیرتک الأکادیمیه.
قد تتضرر سمعتک العلمیه بشده، إذ قد یعتبر زملاؤک أو لجان الترقیه عملک غیر موثوق أو ضعیفًا علمیًا.
عاده ما تطلب هذه المجلات رسومًا مرتفعه — أحیانًا مئات الدولارات — دون أی خدمه تحریریه أو فهرسه حقیقیه.
تقدیم البحث لمجله مزیفه مضیعه کبیره للوقت، إذ لا یمکنک عاده إعاده نشر الورقه نفسها فی مجله حقیقیه بعد ذلک.
کثیر من الجامعات والهیئات التعلیمیه (فی الکویت، والسعودیه، والإمارات وغیرها) لا تعترف بالأبحاث المنشوره فی مجلات مفترسه کجزء من متطلبات الدکتوراه أو الترقیه أو الحصول على تمویل.
نظرًا لأن هذه المجلات لیست مفهرسه فی قواعد بیانات معترف بها، فلن یکون بحثک قابلًا للعثور علیه أو الاقتباس منه، ما یقلل من تأثیره الأکادیمی.
أفضل وسیله لحمایه نفسک من المجلات المفترسه هی التحقق الدقیق قبل النشر.
إلیک دلیلًا عملیًا خطوه بخطوه یمکنک اتباعه:
الخطوه | ما الذی یجب التحقق منه | کیف تقوم بذلک |
1. التحقق من الفهرسه | هل المجله مدرجه فی Scopus أو Web of Science أو DOAJ أو PubMed؟ | زر قواعد البیانات الرسمیه وابحث باسم المجله أو رقم ISSN. إذا لم تجدها، فکن حذرًا. |
2. التأکد من مصداقیه الناشر | هل الناشر معروف وشفاف بشأن سیاساته وموقعه وآلیه عمله؟ | تحقق مما إذا کان الناشر من المؤسسات الموثوقه مثل Elsevier أو Springer أو Taylor & Francis. |
3. فحص هیئه التحریر | هل أعضاء التحریر حقیقیون؟ | ابحث عن أسمائهم فی الإنترنت أو LinkedIn. إذا لم تجد أی معلومات، فهذه إشاره خطر. |
4. مراجعه سیاسه التحکیم | هل توجد سیاسه مراجعه علمیه واضحه ومعقوله زمنیًا؟ | اقرأ قسم “سیاسه التحکیم”. إذا کان المراجعه تتم فی یومین أو ثلاثه، فذلک مشبوه. |
5. مراجعه المقالات المنشوره | هل تبدو الأوراق السابقه ذات جوده علمیه؟ | تصفح أعداد المجله الأخیره وتحقق من الروابط والـDOI وجوده الاستشهادات. |
6. التأکد من المؤشرات | هل مؤشرات التأثیر (Impact Factor أو SJR) حقیقیه؟ | تحقق منها فی مواقع Scimago أو Clarivate الرسمیه. |
7. أسلوب التواصل | هل البرید الإلکترونی للمجله مهنی؟ | احذر من الرسائل التی تعدک بقبول مضمون أو نشر عاجل. |
8. الشفافیه فی الرسوم | هل رسوم النشر مذکوره بوضوح؟ | المجلات المفترسه غالبًا تخفی الرسوم حتى بعد قبول البحث. |
9. استشاره الخبراء | هل استشرت مشرفک أو قسم المکتبه؟ | الأکادیمیون ذوو الخبره یستطیعون تمییز المجلات المزیفه بسهوله. |
إلیک أبرز العلامات التحذیریه التی تشیر إلى أن المجله قد تکون مفترسه:
تتلقى بریدًا إلکترونیًا غیر مرغوب یدعوک للنشر أو للانضمام إلى هیئه التحریر.
المجله تعدک بالنشر السریع جدًا (أسبوع مثلًا).
لا یتم ذکر رسوم النشر إلا بعد القبول.
موقع المجله یحتوی على أخطاء لغویه أو تصمیم ضعیف أو روابط مکسوره.
تستخدم مؤشرات وهمیه مثل “Global Impact Factor”.
اسم المجله یقلد مجله مشهوره (مثل “Nature Science Journal” بدلًا من Nature).
لا توجد سیاسات أخلاقیه واضحه للنشر.
تدّعی الفهرسه فی Scopus أو Web of Science دون دلیل.
إذا لاحظت اثنتین أو أکثر من هذه العلامات، تجنّب النشر فیها فورًا.
لا داعی للقلق، فهناک أدوات رسمیه للتحقق من المجلات المعتمده:
قائمه مصادر Scopus
زر Scopus.com/sources وابحث باسم المجله أو رقم ISSN.
إذا لم تجدها هناک، فهی لیست مفهرسه فی سکوبس.
قائمه المجلات فی Web of Science
عبر mjl.clarivate.com یمکنک التحقق من إدراج المجله.
دلیل المجلات المفتوحه DOAJ
للمجلات المفتوحه الوصول، استخدم doaj.org.
کل مجله مدرجه هناک تمر بمراجعه جوده دقیقه.
PubMed / MEDLINE
للبحوث الطبیه والعلمیه، تحقق من وجود المجله فی PubMed.
قوائم الجامعات والوزارات
بعض الجامعات ووزارات التعلیم تصدر قوائم بالمجلات المعتمده لطلاب الدکتوراه — تأکد من المتطلبات الخاصه بمؤسستک.
تحقق من الفهرسه قبل دفع أی رسوم.
استعن بمشرفک أو أمین المکتبه.
المراجعه العلمیه الحقیقیه تستغرق أسابیع أو أشهر، لا أیامًا.
راجع بعض المقالات المنشوره لمعرفه جوده اللغه والاستشهادات.
احتفظ بقائمه مجلات موثوقه فی تخصصک.
لا تتسرع، فالجوده أهم من السرعه.
ابحث عن آراء الباحثین الآخرین على مواقع مثل ResearchGate.
حتى الأکادیمیون ذوو الخبره قد یُخدعون أحیانًا. ومن أبرز الأسباب:
قله الوعی بوجود مجلات مفترسه.
الضغط للنشر السریع من أجل التخرج أو الترقیه.
الادعاءات الکاذبه على مواقع المجلات بأنها “مفهرسه فی Scopus”.
صعوبه التحقق بسبب حاجز اللغه أو تعقید المواقع الأجنبیه.
الوعی والیقظه هما أفضل وسیلتین للحمایه.
التعامل مع عالم النشر الأکادیمی المعقد — من اختیار المجله إلى التنسیق والتحکیم — قد یکون صعبًا، خصوصًا للباحثین الجدد.
تساعد أکادیمیه سیتا الباحثین من خلال:
التحقق من موثوقیه المجلات وفهرستها فی Scopus وWeb of Science وDOAJ.
اقتراح مجلات مناسبه وذات سمعه جیده بناءً على مجال البحث وأهداف الباحث.
تقدیم خدمات التحریر والترجمه وفحص السرقه الأدبیه.
تقدیم إرشاد حول عملیه التقدیم والتحکیم والتواصل مع المحررین.
التعاون مع باحثین من دول وتخصصات مختلفه وفق المعاییر الأکادیمیه الدولیه.
بفضل خبرتها وسجلها الموثوق، تساعد سیتا الأکادیمیین على تجنب المجلات المفترسه وتحقیق نشر علمی ناجح فی مجلات معترف بها عالمیًا.
تشکل المجلات المفترسه تهدیدًا حقیقیًا لنزاهه البحث العلمی وتضیع الوقت والجهد والمال.
ینبغی لکل باحث — خاصه المبتدئین — أن یتعلم کیفیه التعرف علیها.
من خلال التحقق من الفهرسه، ومراجعه هیئه التحریر، وطلب المشوره من الخبراء، یمکنک ضمان أن أبحاثک تُنشر فی مجلات موثوقه حقًا.
تذکر دائمًا: الجوده أهم من السرعه.
فورقه واحده منشوره فی مجله علمیه موثوقه، أفضل بکثیر من عشر أوراق فی مجلات مزیفه.
إذا کان لدیک أی أسئله، استفسارات، أو ترغب فی معرفه المزید عن خدماتنا، فلا تتردد فی التواصل معنا. فریقنا المخصص مستعد لمساعدتک.