تم تطویر مؤشر h-index من قبل العالم Jorge E. Hirsch فی عام 2005، وقد أصبح أحد أکثر المؤشرات استخدامًا فی الأوساط الأکادیمیه. یهدف هذا المؤشر إلى قیاس إنتاجیه الباحث وتأثیر أبحاثه، إذ یجمع بین عدد الأبحاث المنشوره وجودتها من خلال عدد الاقتباسات التی تحظى بها. فی هذا المقال، سنتناول کیفیه حساب مؤشر h، وکیفیه تفسیره، و أهمیته فی تقییم الأثر العلمی.
یعتمد مؤشر h على عدد الاقتباسات التی تحصل علیها أکثر المقالات استشهادًا للباحث. یتم حسابه من خلال تحدید أعلى قیمه لـ h بحیث یکون لدى الباحث h مقالات، کل منها حصلت على h اقتباسًا على الأقل. على سبیل المثال، إذا کان لدى باحث مؤشر h یساوی 30، فهذا یعنی أنه نشر 30 مقاله، کل منها حصلت على 30 اقتباسًا على الأقل. یعکس هذا المؤشر کلاً من عمق واتساع تأثیر الباحث من خلال تحقیق توازن بین الأوراق عالیه الاستشهاد والإنتاجیه العامه.
یحمل مؤشر h دلاله کبیره سواء للباحثین أو للمؤسسات الأکادیمیه، إذ یعد مؤشرًا کمیًا لتأثیر البحث، ویمنح تصورًا سریعًا لمکانه الباحث ضمن مجاله. على الرغم من أن القیم المرتفعه تشیر عمومًا إلى تأثیر کبیر، فإن تفسیر المؤشر قد یختلف من تخصص لآخر. ففی المجالات التی تشهد معدلات نشر عالیه ومجتمعات بحثیه کبیره، فإن الوصول إلى h-index بقیمه 600 یُعد أمرًا نادرًا للغایه ویدل على إنتاجیه استثنائیه. أما فی المجالات ذات الإنتاجیه المنخفضه، کبعض فروع العلوم الإنسانیه أو الاجتماعیه، فقد یکون تحقیق هذا الرقم أمرًا شبه مستحیل بسبب قله النشر وانخفاض معدلات الاقتباس.
الوصول إلى مؤشر h بقیمه 600 یُعتبر إنجازًا ضخمًا یدل على مساهمات علمیه کبیره وطویله الأمد فی مجال التخصص. یتطلب هذا الإنجاز إنتاجًا مستمرًا لأبحاث عالیه الجوده على مدى سنوات عدیده. الباحثون الذین یحققون هذه القیمه یکونون قد نشروا عددًا کبیرًا من المقالات التی نالت اقتباسات کثیره، مما یدل على تأثیر أعمالهم واعتراف المجتمع الأکادیمی بها. هذا الإنجاز یعکس التزامًا طویل الأمد بالإنتاجیه والتأثیر العلمی.
عند تقییم مؤشر h، من المهم أخذ الفروقات بین التخصصات فی الاعتبار. تختلف قیم h-index من مجال إلى آخر بسبب اختلافات فی معدلات النشر، وعادات الاقتباس، وحجم المجتمع البحثی. فی مجالات مثل العلوم الطبیه الحیویه، والتی تشهد کمیات کبیره من النشر، قد یکون الوصول إلى h-index مرتفع نادرًا للغایه. بینما فی مجالات ذات حجم أصغر من الأبحاث، یکون الوصول إلى تلک القیم غیر ممکن تقریبًا. لذلک، من الضروری تفسیر المؤشر ضمن سیاق التخصص لفهم تأثیر الباحث بدقه أکبر.
رغم أن مؤشر h یقدم مقیاسًا مفیدًا للتأثیر، إلا أنه لا یخلو من العیوب. فهو لا یأخذ فی الاعتبار سیاق الاقتباسات، مثل تخصص البحث أو عامل التأثیر للمجلات التی نشرت فیها الأوراق. کما یمکن أن یتأثر h-index بالاقتباسات الذاتیه أو بالتبادل غیر النزیه للاقتباسات بین الباحثین، مما قد یؤدی إلى تضخیم غیر دقیق للمؤشر. بالإضافه إلى ذلک، لا یعکس هذا المؤشر الجوانب النوعیه للبحث مثل الابتکار أو الأصاله فی الأفکار. لذلک، ینبغی استخدام مؤشرات أخرى وتقییمات نوعیه بجانب h-index للحصول على تقییم شامل لمساهمه الباحث.
أکادیمیه سیتا
تُعد أکادیمیه سیتا منصه قیّمه توفر دعمًا شاملاً للباحثین خلال عملیه نشر المقالات العلمیه. تقدم الأکادیمیه إرشادًا متخصصًا یساعد الباحثین على تجاوز تعقیدات إعداد المخطوطات وتقدیمها ومتابعتها خلال عملیه التحکیم. یقدم موقعنا الإلکترونی مجموعه من الخدمات تشمل تحریر الأبحاث، اختیار المجلات المناسبه، ودعم عملیه التقدیم، مما یساعد الباحثین على تقدیم أعمالهم بأفضل شکل ممکن لزیاده فرص قبول النشر.
إذا کان لدیک أی أسئله، استفسارات، أو ترغب فی معرفه المزید عن خدماتنا، فلا تتردد فی التواصل معنا. فریقنا المخصص مستعد لمساعدتک.